الاستقلال وهيئة التدريب العسكري تخرجان دورة اللغة الروسية والتعرّف على روسيا
24 نوفمبر 2025

الاستقلال وهيئة التدريب العسكري تخرجان دورة اللغة الروسية والتعرّف على روسيا

خرّجت جامعة الاستقلال، بالشراكة مع هيئة التدريب العسكري، دورة اللغة الروسية والتعرّف على روسيا "طلبة الكليات العسكرية الروسية"، وذلك خلال حفل أُقيم اليوم الاثنين في مقر الهيئة.

وحضر حفل الاختتام عدد من الشخصيات الرسمية، من بينهم الدكتور علي عيايدة نائب رئيس جامعة الاستقلال للشؤون الإدارية، والعميد زاهر صباح نائب رئيس الجامعة للشؤون العسكرية، العقيد أشرف أبو سلطان ممثلًا عن هيئة التدريب العسكري، إضافة إلى ممثلين عن روسيا الاتحادية في دولة فلسطين، نائب السفير الروسي أرتور أنطولفيان، سيادة العقيد مكسيم ميسين- ممثل وزارة الدفاع الروسية في فلسطين الدكتور تيمافيه الكسندرفتش مدير المركز الروسي للعلوم والثقافة في فلسطين، السيد رومان ديكانسكي مدير المتحف الروسي، عميد المراكز الجامعية د. رحاب السعدي، مدير مركز الشاعر سيرجي يسينين للغة والثقافة الروسية د. محمد نجاجرة، مدير العلاقات العامة والدولية الأستاذ خميس ربيع، و د. أحمد الشوا ، و د زكي ابو زيادة ، و أ. نور كسواني .

واستُهِل الحفل بأداء السلام الوطني الفلسطيني ونظيره الروسي، ثم تلت ذلك فقرة حملة الأعلام التي جسّدت جانباً من المهارات والانضباط العسكري لدى الطلبة الخريجين.

نقل الدكتور عيايدة، تحيات رئيس جامعة الاستقلال معالي الأستاذ الدكتور نور الدين أبو الرب، معربًا عن سعادته وفخره بتخريج هذه الكوكبة المميّزة، وبما أبدوه من أداء وانضباط احترافيين خلال فترة وجيزة، الأمر الذي يعكس حالة التكامل بين المؤسسات الفلسطينية، ولا سيما الأمنية منها، في سبيل النهوض بأبنائنا وتنمية قدرات الجيل الشاب واستثمار طاقاته.

وأعرب عن أمله بأن يعكس الخريجون صورة مشرّفة في روسيا، وأن يكونوا خير سفراء حاملين للهمّ الوطني والقضية الفلسطينية. كما ثمّن الموقف الروسي الداعم والمساند لفلسطين على مختلف الصعد، وبخاصة ما يتعلّق بالمنح الدراسية والتبادل العلمي، متطلعًا بأن يتجدّد اللقاء بهم بعد ثمان سنوات، ليعودوا بخبراتهم لخدمة الوطن والعمل في مؤسساته بكفاءة ومهنية عالية.

ومن جهته، وجه نائب السفير الروسي تحيات وتقدير سعادة السفير الروسي لدى دولة فلسطين أوتشا بواتشيدزه، مُثمِّنًا التعاون الاستراتيجي بين البلدين، والشراكة التعليمية العميقة بين مؤسساتهما، والتي تجسّدها هذه الدورة بما تحمله من تعزيز للجسور التي تربط بين الشعبين منذ سنوات طويلة. وتمنّى للخريجين التوفيق في مسيرتهم الدراسية والعلمية في روسيا، موجّهًا الشكر لكل القائمين على إتاحة الفرصة لهم للتعرّف على التاريخ والثقافة الغنية لبلده الأم.

كما شدد العقيد أشرف أبو سلطان، آمر معهد التدريب العسكري، بأن الطالب هو العنوان الرئيسي للعملية التدريبية، وأن هذه الدورة تجسّد سياسة ورؤية هيئة التدريب العسكري، وهي ليست سوى بداية لمرحلة جديدة يُعوَّل على الطلبة فيها لتحقيق النجاح والازدهار عند عودتهم إلى الوطن حاملين نُجومهم، إلى جانب نقل الرواية الفلسطينية وحقيقة معاناة الشعب الفلسطيني إلى العالم، أينما وُجدوا، ممثلين القيم الإنسانية والأخلاقية والوطنية الأصيلة بأفضل صورة ممكنة.

وبارك ممثل المحافظ، إسماعيل أبو جابر، هذا النجاح والإنجاز، مستذكرًا زيارة رئيس الوزراء الروسي عام 2011 لافتتاح المتحف الروسي داخل المحافظة، وكذلك افتتاح الشارع الذي يحمل اسم الرئيس الروسي ديمتري مدفيدف، وأشار إلى أن الشراكة الثنائية الاستراتيجية التي تجمع الجامعة وهيئة التدريب قد أثمر عنها مشاهدة تمكن وجاهزية الطلبة اليوم للالتحاق بالجامعات الروسية، متطلعًا لتوظيف التجارب المكتسبة في خدمة وتطوير المؤسسة الأمنية الفلسطينية، وصولًا إلى قيام الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.

وخلال الحفل، استعرض د. نجاجرة نبذة موجزة حول مخرجات البرنامج على مدار شهرين كاملين، وبواقع تسعين ساعة من العمل الجاد والجهد الموجّه، بهدف تمكين الطلبة من إتقان القواعد الأساسية للغة الروسية والتعرّف على المصطلحات العسكرية المتخصصة واستخدامها بدقة واقتدار. مشيرًا إلى ما تمثله هذه الدورة بوصفها منصة تعليمية وثقافية متميزة، فتحت نافذة واسعة على الثقافة والتاريخ الروسي، وعلى طبيعة الحياة الأكاديمية والعسكرية في روسيا الاتحادية، بما يؤهلهم للانخراط بثقة في البيئة الجديدة والتفاعل الاجتماعي مع مواطنيها، والتفوق بجدارة في مسيرتهم الدراسية والمهنية المقبلة.

وألقى الطالب كمال عيسى كلمة الخريجين باللغة الروسية، مترجَمة إلى العربية من قبل زميله خالد ملايشة، مشيداً بالدورة التي نفّذتها هيئة التدريب العسكري بالشراكة مع جامعة الاستقلال، ومعبّراً عن فخره بما اكتسبه من مهارات معرفية وعسكرية، إلى جانب فهم الثقافة الروسية وعادات وتقاليد الشعب الروسي.

وشكر المحدثون النقيب زياد سليمان لما له من جهود قيمة في تدريب الطلبة على مدار الشهرين الماضيين، وما قدمه لهم من توجيهات وتعليمات ومهارات معرفية وتدريبية تساعدهم عند الانخراط بالكليات العسكرية الروسية.

و تخلل الحفل أداء نشيد “كاتيوشا”، أحد أشهر الأناشيد الروسية وأكثرها تعبيراً عن الهوية الشعبية والوطنية الروسية، والذي كُتب عام 1938 وأصبح رمزاً للتضحية والصمود خلال الحرب العالمية الثانية. وفي ختام الحفل، و جرى توزيع الشهادات على الطلبة الخريجين البالغ عددهم ٣٠ طالبًا.

وفي سياق متصل وعلى هامش التخريج، التقى محافظ أريحا الدكتور حسين حمايل بالوفد الروسي في مقر المحافظة، مرحباً بهم في مدينة أريحا، ومشيدًا بالعلاقات الطيبة والصداقة القوية التي تربط بين روسيا وفلسطين، مؤكداً على دورها كحليف استراتيجي في مختلف القضايا الداعمة للحق الفلسطيني في إقامة الدولة.

كما وضع عطوفته الوفد الضيف في صورة الوضع السياحي في المحافظة، والمكانة التي تحتلها أريحا على مستوى العالم من ناحية أثرية ودينية إذ تتمركز بها أديرة لكافة الطوائف المسيحية، وفيما يتعلق بالقطاع الزراعي تطرق لجودة التمور ووجود خطة تنموية واضحة تمتد لخمس سنوات تهدف إلى زراعة أكثر من مليون شجرة لزيادة الناتج المحلي وتحفيز التصدير.

كما دعا الجانب الروسي للانخراط في مختلف الأنشطة داخل المحافظة، وعمل توأمة مؤسسية في مختلف المجالات الثقافية والعسكرية والاقتصادية. مثنيًا على الدور المحوري البارز الذي تلعبه جامعة الاستقلال، والاهتمام الكبير الذي تحظى به من القيادة العليا، كونها رافدًا أساسيًا للأجهزة الأمنية، وتخريجها ضباطاً وضباط صف ذوي كفاءة عالية قادرين على خدمة وطنهم وحماية مقدراته.