جامعة الاستقلال تقيم لقاءاً حوارياً قانونياً ومحكمة صورية حول وعد بلفور وآثاره على الشعب الفلسطيني
في خطوة تهدف لتعزيز الوعي القانوني ودعم المطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني، نظمت جامعة الاستقلال في حرمها اليوم الأربعاء لقاءاً حوارياً قانونياً تحت عنوان "من بلفور إلى نتنياهو: مسار الإبادة الجماعية وآفاق المساءلة القانونية" تلاها تنظيم محكمة صورية في كلية القانون بعنوان "المسؤولية الدولية لبريطانيا عن وعد بلفور وآثاره على الحقوق الفردية والجماعية للشعب الفلسطيني".
يأتي ذلك في إطار تكامل الأدوار ما بين جامعة الاستقلال ودائرة حقوق الإنسان في منظمة التحرير الفلسطينية، ومنتدى فلسطين، والشخصيات الوطنية، كشركاء في مواجهة حرب الإبادة التي يخوضها الاحتلال.
وشهد اللقاء حضور رئيس جامعة الاستقلال أ.د نور الدين أبو الرب، وعضو اللجنة التنفيذية أحمد سعيد التميمي، و رجل الأعمال السيد منيب المصري رئيس منتدى فلسطين، ومعالي وزير العدل شرحبيل الزعيم، وعطوفة نقيب المحامين فادي عباس، ومعالي د. محمد الشلالدة، و قائد منطقة أريحا والأغوار ، وممثلي قادة الأجهزة الأمنية، ورئيس جامعة القدس أ.د عماد أبو كشك ، وأ.د مصطفى أبو الصفا رئيس جامعة البوليتكنيك، و قاسم عواد مدير عام دائرة حقوق الانسان والمجتمع المدني، و علي السنتريسي مدير مكتب حقوق الإنسان والمجتمع المدني في أريحا، و د.اياد مسعود مسؤول ملف العلاقات الدولية والعامة والإعلام، وعدد من الأكاديميين والخبراء في القانون الدولي وممثلي المنظمات الحقوقية.
وتناول الحوار والذي أداره عميد كلية القانون د. محمد شتيه والذي قدم فيه تحليلاً شاملاً لمسار الأحداث التاريخية من إعلان وعد بلفور ومسؤولية المملكة المتحدة وحتى الوقت الراهن، مع التركيز على تداعيات السياسات الإسرائيلية المتتالية تجاه الفلسطينيين، من مشاريع تهجير ومجازر في قطاع غزة و الضفة الغربية والقدس، وما يمكن أن يترتب عليها قانونياً على الساحة الدولية من إشكاليات قانونية دولية والآليات المطبقة والمسائلة القانونية للمجرمين من بلفور إلى نتنياهو، حيث دار الحوار في اطار ما تشهده الساحة الفلسطينية من جهود متواصلة لتفعيل آليات الدبلوماسية الشعبية بهدف مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وتعزيز الحراك القانوني والشعبي والدولي، وذلك من خلال التركيز على تذكير شعبنا بتاريخه و حقوقه ،و السعي إلى توحيد الجهود الفلسطينية والعربية تحت مظلة واحدة.
وفي كلمته رحب رئيس الجامعة أ.د أبو الرب بالضيوف في رحاب الاستقلال، مشيراً إلى أن هذه الفعاليات تأتي ضمن الجهود الأكاديمية للجامعة في تعزيز الوعي الوطني والقانوني بين الطلبة والمجتمع المحلي، بهدف تزويدهم بالأدوات القانونية التي تساعدهم على الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وإبراز معاناته أمام المجتمع الدولي.
من جهته قال عضو اللجنة التنفيذية أحمد التميمي أن قضية فلسطين هي القضية المظلومة بداية من اتفاقية سايكس بيكو إلى بلفور المشؤوم إلى يومنا هذا حيث الإبادة الجماعية، وتقييد حركة الفلسطينيين، وتكثيف الهجمات على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ومصادرة الأراضي والمنازل بهدف تغيير التركيبة السكانية وطمس الهوية الفلسطينية الأصيلة.
بدوره تحدث وزير العدل الفلسطيني شرحبيل الزعيم ناقلاً تحيات كل فرد في قطاع غزة النازف ، مؤكداً أن إسرائيل ارتكبت جميع المجازر والجرائم الموصوفة بالقانون الدولي من جرائم جماعية و قسرية و تعذيب وقتل أسرى و أطفال ونساء، موضحاً أن القانون الدولي الإنساني هو نفسه ضحية للجرائم الإسرائيلية ،حيث اثبت القانون الدولي فشله و أصبح حبرا على ورق ، مشيراً لوجود لجنة مشكلة من العام 2017 من قبل النيابة العامة تقوم بتوثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي لتكون مرجعاً أساسياً ورافداً لاستخدامها في المجالات القانونية الدولية .
من جانبه وجه معالي د. محمد الشلالدة كل الشكر لجامعة الاستقلال ودائرة حقوق الإنسان في منظمة التحرير الفلسطينية، ومنتدى فلسطين على تنظيم هذا اللقاء الهام في ظل ارتكاب إسرائيل الإبادة الجماعية في غزة والضفة الغربية، معتبرا هذا اللقاء القانوني يبحث عن الآليات لإدانة إسرائيل، حيث أن دولة جنوب أفريقيا قدمت لمحكمة العدل الدولية أدلة جديدة تضاف للقضية المرفوعة وهو تحرك دولي هام ، مستذكراً أن هناك قضيتين تم رفعهما ضد تصريح بلفور، الأولى في محكمة نابلس والثانية في بريطانيا لكي تتحمل بريطانيا مسؤوليتها وتقدم اعتذارها و تعوض الشعب الفلسطيني، وليتم كسر مفهوم قانون القوة بقوة القانون.
وفي سياق متصل أشار عطوفة نقيب المحامين فادي عباس بانه لا يمكن فصل ما يحدث الآن من جرائم إبادة في ظل العجز الدولي عن سياق الوعد المشؤوم الذي نفذه بلفور، ولا عن التفاصيل القانونية المرتبطة والمترتبة عليه، لافتاً أن الدعوات القضائية المرفوعة في الجنائية الدولية لا يمكن أن تنفصل وأن تنفك عن الانتهاك التاريخي الذي وقع على الشعب الفلسطيني، مؤكداً عجز القانون الدولي أمام غطرسة إسرائيل، داعياً إلى خطة نضال حقوقية مكثفة محلية وعربية ودولية.
وفي حديثه عبر السيد منيب المصري عن سعادته الكبيرة بوجوده في جامعة الاستقلال، واصفاً الحدث بأنه يوم تاريخي،بالتذكير بقضية الشعب الفلسطيني والظلم الواقع عليه منذ وعد بلفور
مشدداً على أن إسرائيل تقوم على أسطورة ورواية غير حقيقية، بينما فلسطين هي السردية الحقيقة الراسخة، وأن الشعب الفلسطيني يناضل ضد الصهيونية منذ بلفور وحتى اليوم.
وتلا اللقاء الحواري القانوني المحكمة الصورية في كلية القانون تحت عنوان "المسؤولية الدولية لبريطانيا عن وعد بلفور وآثاره على الحقوق الفردية والجماعية للشعب الفلسطيني" وهي محكمة محاكاة تكونت من طلبة القانون في جامعة الاستقلال من كافة أقسامها، وذلك بإشراف عميد الكلية د. محمد شتيه، و د. رؤوف أبو عواد رئيس الأقسام في الكلية، و د.صابر العالول منسق برنامج ماجستير التحقيق الجنائي ، ومدرب طلاب المحكمة الصورية الأستاذ علاء فريجات.
وهدفت المحكمة إلى طرح قضية قانونية تطالب بمساءلة المملكة المتحدة عن الأضرار التي لحقت بالشعب الفلسطيني جراء إصدار وعد بلفور حيث تم تمثيل جهات الادعاء والدفاع، مستعرضين الحجج والأدلة التي تدعم الدعوى القانونية المطالبة بمحاسبة بريطانيا.
وأثنى جميع المشاركون على مبادرة الجامعة في إقامة هذه الفعالية، مؤكدين على أهمية استمرارية هذا النوع من الفعاليات القانونية التي تسلط الضوء على الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، ودعوا إلى ضرورة توسيع دائرة المشاركة الدولية لتحقيق العدالة وتطبيق القانون الدولي.
ختاماً، يعكس هذا اللقاء والحوار القانوني مع المحكمة الصورية التزام جامعة الاستقلال بتقديم نموذج قانوني وطني و تعليمي متميز، يجمع بين الجوانب النظرية والتطبيقية في دراسة القانون الدولي، ويعمل على تحفيز الطلبة لتبني قضايا وطنية والبحث عن السبل القانونية لتحقيق العدالة المنشودة للشعب الفلسطيني.