بمشاركة فاعلة من مركز الاستقلال للدراسات الاستراتيجية في جامعة الاستقلال، نُظمت ندوة فكرية سياسية في مقر معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي يوم الإثنين بمدينة البيرة، بعنوان "سياسة الضم وهدم المباني في الضفة الغربية،التحديات وسبل المواجهة"، وذلك ضمن سلسلة لقاءات تهدف إلى تحليل السياسات الإسرائيلية الرامية إلى تقويض الوجود الفلسطيني وتقديم مقاربات استراتيجية لمواجهتها.
وقد تولى تنظيم الندوة مركز الاستقلال بالشراكة مع معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي، في إطار تكامل الجهود البحثية والوطنية لمواجهة تصاعد المخاطر الناجمة عن الاستيطان وعمليات الهدم التي تستهدف البنية المجتمعية الفلسطينية،وقد أدار الجلسة الباحث في مركز الاستقلال مهند ياسين.
وافتتحت الندوة بكلمات لكل من د. كفاح مناصرة مديرة مركز الاستقلال، واللواء حابس الشروف، المدير العام للمعهد، أكدا خلالها أهمية تطوير أدوات المواجهة الوطنية والدولية في وجه المخططات الإسرائيلية، مشددَين على الدور الحيوي للمراكز البحثية في تعزيز الوعي وصياغة بدائل استراتيجية فاعلة.
وأكدت د.مناصرة أن مركز الاستقلال يواصل أداء دوره الفكري والبحثي في قراءة التهديدات الاستراتيجية المحيطة بالقضية الفلسطينية، والعمل على بلورة خطاب وطني جامع يستند إلى الحقائق الميدانية والقانونية، معربة عن تقديرها لدور عمادة المراكز العلمية في جامعة الاستقلال برئاسة د. رحاب السعدي، في دعم الجهود البحثية الوطنية.
وشارك في الجلسة نخبة من المتحدثين، من أبرزهم عبد الله أبو رحمة، الذي قدّم عرضاً تفصيلياً حول أرقام الهدم والمصادرة خلال الأشهر الأولى من عام 2025، والتي بلغت 633 منشأة مهدومة وأكثر من 24 ألف دونم مصادرة، محذرًا من تصاعد خطر الميليشيات الاستيطانية.
من جهته، تناول عصام عاروري الأبعاد القانونية للهدم بوصفه أداة لإعادة تشكيل المشهد الديموغرافي، مشيرًا إلى سياسات تهدف إلى "التطهير العرقي" في القدس والضفة الغربية، بينما شدد د. وليد حباس على أن الضم لم يعد مجرّد تهديد بل أصبح واقعاً فعلياً، داعياً إلى تصعيد أدوات المواجهة القانونية والدبلوماسية على المستوى الدولي.
وقد مثلت هذه الندوة نموذجاً متقدماً من العمل المشترك بين المؤسسات الوطنية، وأسهمت في تعزيز الدور الذي يضطلع به مركز الاستقلال للدراسات الاستراتيجية بوصفه منبراً علمياً وطنياً لتحليل التحديات الكبرى وصياغة استجابات فاعلة ترتكز إلى المعرفة والمسؤولية الوطنية.