الاستقلال تحيي يوم التراث العالمي بندوة تراث رغم الإبادة
05 مايو 2025

بمناسبة يوم التراث العالمي الذي يصادف الخامس من أيار، عقدت جامعة الاستقلال ممثلة بمركز الخدمة المجتمعية، اليوم الاثنين، بالشراكة مع مديرية الثقافة في محافظة أريحا والأغوار، ندوة مشتركة بعنوان "تراث رغم الإبادة إرث في خطر"، وذلك في مسرح الشيخ هزاع زايد آل نهيان.

وجاء ذلك بحضور، نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية والمالية د. علي عيايدة، مدير مديرية الثقافة في أريحا أ. طارق خضر، مدير المراكز الجامعية د. رحاب السعدي، أ. سفيان دعيس من وزارة السياحة والآثار.

وشارك في الندوة التي قدمتها أ. نضال فطافطة من مركز الخدمة المجتمعية، نخبة من المتحدثين وهم السيد حسام أبو النصر كاتب ومؤرخ فلسطيني، د. أشرف أبو الرب أستاذ القانون الدولي، الكاتب والمؤرخ جواد العقاد من قطاع غزة.

وفي كلمته الترحيبية، نقل د. عيايدة تحيات رئيس الجامعة أ.د. نور الدين أبو الرب، قائلًا" صباح غزة العزة، صباح الشهداء الأسرى والجرحى، وجميع الصامدين على هذه الأرض، ورغم إجراءات الاحتلال التعسفية وانتهاكاته اليومية؛ نحن باقون فالإرث إرثنا وجامعة الاستقلال إرث حاضر يحاكي الوطن والهوية الفلسطينية".

مردفًا "محاولات الاحتلال مستمرة منذ الأزل لطمس مقدرات أبناء شعبنا ومصادرة حقوقه، وما يحصل الآن في غزة هو إبادة جماعية وتطهير عرقي، وتدمير للمعالم الأثرية والدينية، وهذه الممارسات لن تثني الشعب عن مغادرة أرضه، فتجذرنا وتشبثنا بها هو تكريس للبعد الحضاري وتدعيمًا للسردية الفلسطينية وإثبات للعالم أجمع أننا أصحابها حقيقة راسخة غير قابلة للمساومة أو التغيير".

وأعرب عيايدة عن استعداد الجامعة وجاهزية كافة طواقمها لتنظيم الأنشطة والفعاليات بالشراكة مع المجتمع المحلي، ورفع مستوى الوعي والمعرفة لدى طلبتها، بما يصب في خدمة المواطنين، وإفادة الشأن العام في مختلف المجالات سيما الثقافية منها.

ومن جهته، شكر أ. خضر هذا الصرح التعليمي والوطني الكبير على الاستضافة، مشيرًا إلى أن استهداف الاحتلال لشعبنا ليس وليد اللحظة، ومخططاته الممنهجة لمحو ذاكرته وسلب موروثه التاريخي وما يحمله من قيم أدبية وفنية وفكرية، منوهًا إلى جهود الوزارة ومساعيها الحثيثة بهذا الخصوص لحماية التراث المهدد من خلال مبادرات نوعية للحفاظ عليه.

وأضاف خضر "ما تعيشه غزة اليوم من محنة تفوق الوصف آثارًا منهوبة ومعالم محطمة، إلا أنها ستنهض من جديد وتولد من تحت الركام وتعود أكثر جمالًا وبهاءً، لتكون شاهدة على أصالة الرواية الفلسطينية وصمود الفلسطينيين وعزيمتهم وإصرارهم".

وفي مستهل اللقاء، رحبت د. السعدي بالحضور في رحاب جامعة الكل الفلسطيني التي لا تكل ولا تمل حتى تكمل مسيرة الشعب والقيادة في بث الأمل والتفاؤل لدى أبناؤنا الطلبة، وتسليط الضوء على أحد أعمدة الوجود الفلسطيني ألا وهو التراث الذي يشكل جزءًا لا يتجزأ من ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، وفضح  جرائم الاحتلال والمزاعم الصهيونية ودحض أقواليهم بأن الكبار يموتون والأطفال ينسون؛ بل هم من سيحملون الراية على طريق التحرر والاستقلال.

وتناول المتحدثون المحور الثقافي في غزة، وما خلفه العدوان الإسرائيلي من أضرار جزئية أو بالغة ألحقت بالتراث المادي من المباني والمواقع الأثرية كالمحفوظات والمتاحف كمتحف العقاد ورفح والمساجد مثل المسجد العمري الكبير وابن عثمان والكنائس مثل كنيسة القديس برفيريوس  والمقابر، وارتقاء عدد كبير من الفنانين والمؤرخين والكتاب والشعراء والأدباء، وما ذلك إلا دليل على إبادة ثقافية مكتملة الأركان وانتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان.

ويأتي هذا اللقاء ضمن أنشطة الجامعة لتعزيز المعرفة لدى الأجيال القادمة بالنتاج الثقافي المحلي، نظرًا للدور الذي يضطلع به في خلْق ديناميكية تنموية شاملة، خاصة في ضوء المرحلة الصعبة والظروف الاستثنائية التي يعيشها أبناءنا في الضفة والقطاع وهجمة شرسة على كينونته.